مطعم له نكهة خاصّة! بقلم: مريم الشروقي
على شارع البديّع، هناك مطعم له نكهة خاصّة، هل تصدّقون أوَّلاً بأنّ هناك مطعماً له نكهة خاصّة؟! نعم له نكهة خاصة في وجود كل العاملين به من الشباب البحريني الأصيل، ونعم له نكهته في وجود أبناء البلد وهم يشتغلون كلّ شيء من أجل انجاح المطعم، حتىّ كأس حليب الشاي يختلف عندهم، وببساطة لأنّهم بحرينيون 100 في المئة.
كم عدد الذين يتحايلون على القانون باسم البحرنة؟! هل نستطيع حصرهم؟! ما هي الشركات والمطاعم التي توظّف بحرينياً وتُعطيه راتباً بسيطاً حتّى يقبل بالوظيفة الوهمية باسم البحرنة؟! لماذا بعض التجّار لا يثقون في البحريني ليعمل لديهم؟!
لا ننسى بأنّ أجداد هذا البحريني هم الذين دخلوا البحر، وهم الذين شيّدوا البنية التحتية في الدولة، وهم الذين وقفوا مع آل خليفة الكرام إبان الاستفتاء الذي قامت به الأمم المتّحدة، ضد إيران، فلماذا يقصيهم البعض ويُصغّر من شأنهم؟!
إذا كان هناك من هو مقتنع بأنّ البحريني هو الذي يبني بلاده، فلتذهبوا إلى ذاك المطعم، فهو في حد ذاته مثال للفخر والاعتزاز بأبناء هذا الوطن، وإذا كان هناك من هو مقتنع بأنّ البحريني يعمل أي عمل من دون تذمّر ويثابر في هذا العمل، فعليه أن يعطي فرصة للبحريني بأن يُثبت قدرته.
نسبة الأجانب وصلت 100 في المئة، بعد أن حافظت الحكومة على نسبة 30 في المئة للأجانب طوال عقود، فما الخلل الموجود اليوم في هذه النسبة، هل هناك فرق بين 100 في المئة و30 في المئة؟! وبماذا أثّر تصاعد نسبة الأجانب على المواطن البحريني؟! هل تزاحم المواطن مع الغريب في لقمة عيشه أم أنّه أصبح أفضل حالاً؟!
هناك من يعتقد بأنّ البحريني كسول ولا يعمل وعازف عن تحمّل المسئولية، ونحن نقول البحريني نشيط ويعمل ما دام هناك من يقدّر عمله، فهو على عكس بعض الدول المجاورة يقبل ويصمت و « يمشّي الحياة بأدناة الدون»!
لا نريد مطعماً واحداً فقط يضم طاقماً بحرينياً، بل نريد جميع المطاعم وجميع المحلاّت وجميع الشركات، من العامل إلى المدير، ففي كثير من الدول لا نجد الاّ أصحاب المكان يحيونه، ولم نجد الأجانب يغزونه إلاّ في البحرين، سواء كانت الدول متقدّمة كأميركا وبريطانيا وألمانيا، أو فقيرة أو من دول العالم الثالث كالهند وتايلند والفلبّين!
سنتجاوز الأزمة المالية والسياسية عندما نثق فعلاً في المواطن البحريني، وعندما نتيقّن بأنّه هو لا غيره يستطيع بناء الوطن مرّة أخرى، فالأمم تُبنى من الداخل وليس من الدخيل عليها، فهل لنا عبرة في هذا المطعم الصغير والكبير بأهل البحرين؟! نعم لنا.
اضغط لقراءة المزيد من مقالات: مريم الشروقي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 4810 - الأحد 08 نوفمبر 2015م الموافق 25 محرم 1437هـ
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 4810 - الأحد 08 نوفمبر 2015م الموافق 25 محرم 1437هـ
مواضيع ومقالات مشابهة