أكدت مجلة فرنسية، أن الفصائل السورية نجحت في تحدي الغارات الروسية، وتحقيق انتصارات عسكرية على الأرض في مقابل تراجع قوات الأسد.
وذكرت مجلة "سلايت" الفرنسية في تقرير لها، أن فصائل الثوار تمكنت من الصمود في وجه القصف الجوي الروسي، ونجحت بعد ثلاثة أسابيع من الغارات الجوية في إحراز تقدم واضح في مقابل تراجع قوات الأسد والميليشيات الإيرانية وحزب الله، برغم الهالة الإعلامية الكبيرة التي رافقت دخول القوات الروسية سوريا لدعم نظام الاسد، وقدرتها على السيطرة في فترة وجيزة.
وأوضحت المجلة أن الفصائل المقاتلة باتت تسيطر على زمام الأمور، حيث تتقدم شمال دمشق، بما فيها الأحياء التي يعيش فيها المقربون من بشار الأسد، ما تسبَّب في خلافات حادة بين جنرالات الحلفاء الثلاثة، السوريين والروس والإيرانيين.
وعزت المجلة أسباب تقدم فصائل الثوار إلى توحدها في مواجهة العدوان الروسي، وتوقفها عن التصارع فيما بينها، إضافةً إلى حصولها على أسلحة جديدة، خاصة صواريخ "تاو" المضادة للدبابات، والتي أكسبتها تفوقًا كبيرًا ميدانيًّا على دبابات نظام الأسد، بالإضافة إلى أن الضربات الجوية لا تحسم حربًا إذا لم ترافقها قوة برية مدربة.
وبحسب التقرير فإنه برغم الضربات الجوية الروسية على مواقع الفصائل المقاتلة فإن جيش الفتح والجيش السوري الحر، قد أعلنا مؤخرًا شنّهما لهجوم مشترك على قوات الأسد، شمالي حماة وشرقي اللاذقية، وقد قُتل في هذا الهجوم نحو 450 جنديًّا، إضافةً إلى تدمير 24 دبابة في حماة فقط، وفقًا لمصادر مقربة من نظام الأسد.
وأكد التقرير أن صمود ثوار سوريا أذهل كلًّا من جنرالات نظام الأسد، وقادة حزب الله، والحرس الثوري الإيراني، والضباط الروس، وقد اعترف "بوتين" ضمنيًّا بصلابة فصائل الثوار حين قال: "جيش النظام يحرز تقدمًا مستعينًا بضرباتنا الجوية، لكن تبقى المكاسب متواضعة".
ونقلت المجلة عن مصدر في الفصائل المقاتلة قوله: "إن تحرير مدينتين شمالي حماة لم يأتِ صدفة، لقد أعددنا لهذه العملية منذ بداية الغزو الروسي، وقد اخترنا سياسة الهجوم على سياسة الدفاع".
ويشار إلى أن روسيا بدأت ضرباتها الجوية في 30 من سبتمبر الماضي، تبعها بأسبوع هجوم بري عنيف من قوات الأسد والميليشيات الشيعية على ريفَيْ حماة وحمص الشمالي، وجبل الأكراد في اللاذقية، وجنوب حلب لاستعادة المناطق المحررة، وقد أكدت تقارير ميدانية فشل الهجوم، ومُنيت القوات بخسائر فادحة.