رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير يعترف بأن الحرب على العراق كانت هي السبب الرئيسي في صعود تنظيم الدولة الإسلامية. العرب

لندن – اعترف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير بأن غزو العراق الذي دعمه وكان أحد أقوى الداعين له كان السبب الرئيسي في ظهور تنظيم داعش المتشدد الذي تمكن العام الماضي من السيطرة على مساحات واسعة في البلاد.
وبعد سنوات من التهرب من مسؤولية تدمير هذا البلد الذي يعيش الآن في فوضى عارمة، لجأ زعيم حزب العمال الأسبق إلى الاعتراف بالمسؤولية أخيرا عن المساهمة في انتشار التشدد والعنف الطائفي والكذب على الرأي العام عندما أكد أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل.
وتتزامن تصريحات بلير الجديدة مع إلحاح سياسيين بريطانيين على الكشف عن تقرير لجنة عضو البرلمان جون تشيلكوت المكلفة منذ ستة أعوام بالتحقيق في تورط بريطانيا في غزو العراق. وحتى الآن لم يتم الكشف عن نتائج هذا التحقيق.
واستغل بلير لقاء تلفزيونيا مع شبكة "سي أن أن" الأميركية للتعبير عن ندمه للفشل في الإعداد جيدا لما بعد الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين في عام 2003 والمعلومات الاستخباراتية التي بررت ذلك.
وقال لـ"سي أن أن" إنني "أعتذر لحقيقة أن المعلومات الاستخباراتية التي تلقيناها كانت خاطئة"، وأضاف "أعتذر أيضا عن بعض الأخطاء في التخطيط بالتأكيد كان لدينا خطأ في فهمنا لما سيحدث بمجرد الإطاحة بالنظام".
واعترف بلير بأن الحرب على العراق كانت هي السبب الرئيسي في صعود تنظيم الدولة الإسلامية، قائلا "أعتقد أن هناك شيئا من الحقيقة في ذلك".
وعلى ما يبدو بات بلير متأكدا من أن نتائج لجنة تشيلكوت لن تكون في صالحه، لذلك اختار العدول عن التملص المستمر من مسؤولية انتشار التشدد في المنطقة منذ الإطاحة بنظام صدام حسين، وفشل إدارتي الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن وبلير في إعادة الاستقرار لهذا البلد المنقسم.
وإذا ما أدانت لجنة تشيلكوت بلير فستكون ضربة قاسية للسياسي الذي كان يتباهى في الماضي بشعبيته داخل بريطانيا وبكاريزما وحضور إعلامي وظفهما في الترويج والحشد لغزو العراق.
كما ستخلق هذه النتائج إحراجا كبيرا لأميركا التي تقود تحالفا دوليا يهدف لمحاربة هذا التنظيم الذي اعترف بلير أن بلاده مع الولايات المتحدة ساهمتا في ظهوره في العراق قبل أن يتوسع وجوده ليشمل سوريا.