كشف قاعدة عسكرية أميركية سرية لإستهداف اليمن ومصر والسعودية
وحصل الموقع الأمريكى الشهير بالاعتماد على مجموعة من الوثائق تم تسريبها بشأن برنامج الضربات الجوية الأمريكية بدون طيار٬ ومن ضمن تلك الوثائق دراسة تم إعدادها للجيش الأمريكى فى 2013 عن الضربات الجوية بدون طيار فى منطقة الشرق الأوسط.
وأشار التقرير إلى أن مطار شابلى الموجود فى جيبوتى ليس مجرد كتلة أسمنتية رمادية اللون تتوسط الصحراء المقفرة٬ ولكنه مركز شديد الأهمية يحتوى على أجهزة أمريكية ذات تكنولوجيا فائقة وغير مسبوقة.
وتكشف صور الأقمار الصناعية جزءاً من قصة هذا المطار٬ فقبل عدة سنوات لم يكن موقعه سوى بقعة معزولة وسط الصحراء المقفرة٬ ولكنه يحتوى حالياً على مجموعة من حظائر الطائرات٬ ونماذج دقيقة ومميزة من الطائرات الروبوت ذات الأجنحة الطويلة٬ وتم التطوير دون علم الشعب الأمريكى أو أى إعلان عام واضح٬ رغم أهمية تحويل المكان من بؤرة صغيرة إلى مركز رئيسى للحرب السرية التى يديرها مركز قيادة العمليات الخاصة المشتركة للجيش الأمريكى فى إفريقيا والشرق الأوسط.
المثير للدهشة أن الجيش الأمريكى التزم الصمت بشأن هذه القاعدة الجوية ولا يشير إليها ضمن قائمة قواعده المنتشرة فى مختلف أنحاء العالم٬ ورفض أى أسئلة متعلقة بهذه القاعدة الجوية السرية.
ورغم حالة التعتيم التى يمارسها البنتاجون إلا أن الوثائق الرسمية٬ وصور الأقمار الصناعية وكذلك آراءالخبراء العسكريين تؤكد أن قاعدة شابلى الجوية هى المركز الرئيسى الحالى لجميع العمليات السرية فى المنطقة والتى تتضمن استخدام طائرات بدون طيار.
وأكد تيم براون٬ الباحث فى موقع “جلوبال سيكيورتي” المتخصص فى الشئون العسكرية والاستخباراتية٬ أن الصورة التى التقطها القمر الصناعى للقاعدة الجوية تشير إلى أن قاعدة شابلى الجوية تسمح للضربات الجوية الأمريكية باستخدام طائرات بدون طيار بتغطية اليمن٬ وجنوب غرب المملكة السعودية٬ وجزء كبير من الصومال٬ وأجزاء من إثيوبيا٬ وجنوب مصر.
وأضاف: إن هذه القاعدة تعد شديدة الأهمية لأنها المحور الرئيسى لمعظم عمليات الطائرات بدون طيار فى شمال غرب إفريقيا٬ حيث أصبحت مسألة حيوية للجيش الأمريكى ولا يمكن خسارتها.
ويتماشى التوسع المذهل الذى شهدته القاعدة الجوية الصغيرة فى جيبوتى البلد الإفريقى الصغير مع تزايد وتيرة النشاط العسكرى الأمريكى الكبير فى إفريقيا والذى يتم بشكل سرى فى ظل تزايد عدد البعثات العسكرية ونشر قوات العمليات الخاصة ونمو البؤر الاستيطانية٬ كل هذا بدأ التوسع فى قاعدة شابلى وتصاعدت أهميتها العسكرية للجيش الأمريكى منذ عام ٬2013 عندما نقل البنتاجون أسطوله من الطائرات بدون طيار٬ من قاعدة ليمونيير الموجودة فى العاصمة جيبوتى٬ وهى القاعدة العسكرية الرئيسية فى إفريقيا٬ إلى قاعدة شابلى الصغيرة والتى تقع على بعد 10 كيلو مترات من العاصمة.
فى البداية طلب الجيش الأمريكى من الكونجرس الموافقة على تمويل عملية محدودة لإعادة بناء موقع عسكرى بدائى كانت تستخدمه الوحدات العسكرية الفرنسية فى وقت سابق٬ بهدف بناء مرفق بأقل الإمكانيات للمساعدة فى تنفيذ عمليات عسكرية مؤقتة فى تلك المنطقة
لمدة لن تزيد على عامين.
وأنفق البنتاجون نحو 600 مليون دولار على بناء حظائر إضافية للطائرات وممرات الإنزال ومركز ضخم للعمليات الخاصة٬ فى ليمونيير التى زادت مساحتها من 88 فداناً إلى نحو 600 فدان٬ وفى خطوة تعكس أهمية القاعدة وقع الجيش الأمريكى فى عام 2014 عقداً٬ بقيمة 70 مليون دولار سنوياً لتأمين إيجار الموقع حتى عام 2044.
مع تزايد أهمية ليمونيير تصاعد الدور الذى تقوم به قاعدة شابلى الجوية٬ منذ عام ٬2012 حيث شهدت زيادة فى حجم نشاطها العسكرى بمعدل 16 عملية إطلاق أو نزول لطائرة بدون طيار يومياً٬ بالإضافة إلى الطائرات العسكرية الفرنسية واليابانية والطائرات المدنية.
وصاحب التوسع فى إمكانيات شابلى حالة من العداء من جانب مراقبى المجال الجوى فى جيبوتى والذين يتجاهلون اتصالات الطيارين الأمريكان ويجبرونهم على الانتظار كثيراً وهو الأمر الذى تسبب فى حالة من الفوضى فى السماء على حد وصف جريدة الواشنطن بوست فى تقرير لها. وشددت قاعدة شابلى توسعات على مستوى التدريبات العسكرية منذ عام ٬2008 ومع بداية عام 2011 بدأ العاملون فى القاعدة فى التخطيط لمستقبلها٬ وفى أكتوبر من هذا العام بدأ فريق متخصص فى مراقبة حركة الملاحة الجوية والبحرية فى العمل على تطوير القاعدة لتستقبل أنواعاً مختلفة من الطائرات.
ويقول كريستوفر بيكل٬ مساعد رئيس فريق المراقبة الذى قام بتطوير القاعدة إن الهدف الرئيسى من العملية مساعدة الجيش الأمريكى على تنفيذ هجماته بأسرع وقت ممكن.
وفى فبراير ٬2013 طلب البنتاجون من الكونجرس الأمريكى سرعة الموافقة على تمويل سريع لعمليات إعادة بناء محدودة وضرورية فى قاعدة شابلى لمساعدة العمليات العسكرية المؤقتة فى المنطقة٬ وأمام لجنة الخدمات المسلحة فى الكونجرس الأمريكى شرح رئيس القيادة الإفريقية (أفريكوم) الجنرال كارتر هام٬ الاتفاقيات التى تم التوصل إليها مع حكومة جيبوتى.
وبحسب الوثائق التى قدمها الجيش الأمريكى إلى الكونجرس تم الحصول على موافقة حكومة جيبوتى لإطلاق الطائرات بدون طيار من قاعدة شابلى بدلاً من قاعدة ليمونيير الموجودة فى العاصمة٬ ما أتاح إطلاق الضربات للطائرات بدون طيار بشكل سرى ودون لفت للأنظار.
ويرى المؤسس والمدير المشارك لمركز دراسات الضربات الجوية بدون طيار فى كلية بارد٬ مؤلف كتاب دليل تحديد قواعد الطائرات بدون طيار٬ من صور الأقمار الصناعية٬ أن قاعدة شابلى توفر للجيش الأمريكى قدراً كبيراً من السرية مؤكداً أن القاعدة شهدت توسعات هائلة خاصة فى الشهرين الماضيين.
ومنذ خريف ٬2013 شهدت قاعدة شابلى انتقال أسطول من الطائرات الأمريكية بدون طيار٬ ورفضت أفريكوم الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بعدد هذه الطائرات وأنواعها٬ ولكن موقع انترسبيت نجح فى الحصول على وثائق سرية كشفت أن القاعدة تضم 10 طائرات من طراز إم كيو ٬1 و4 طائرات ضخمة بدون طيار من طراز إم كيو ٬9 وهى الطائرات التى كانت موجودة فى قاعدة ليمونيير وتم نقلها إلى شابلى.
رفض البنتاجون ومسئولى الأفريكون الرد على موقع “انترسبيت” بشأن هذه الوثائق الخاص ببرنامج الضربات الجوية بدون طيار أو الخاصة باستخدام قاعدة شابلى الجوية وكيف تطورت من قاعدة صغيرة إلى منشأة مهمة.
وتتركز أغلب العمليات العسكرية باستخدام هذا النوع من الطائرات على تنفيذ عمليات استخباراتية٬ منها المراقبة٬ رصد الأنشطة العسكريةومكافحة الإرهاب. وكشف الموقع أيضاً أنه حصل على وثائق تفيد بأن إحدى الطائرات التى انطلقت من قاعدة شابلى سقطت على بعد 300ميل من القاعدة بسبب أعطال ميكانيكية وتم التخلص من حطام الطائرة فى مياه المحيط.
بدورها ترفض قيادة العمليات المشتركة الأمريكية٬ التعليق على طبيعة أنشطة القاعدة٬ ورد المتحدث الرسمى باسم القيادة٬ كين ماكرو على موقع “انترسبيت” بأنها ليس لديها أى معلومات بشأن هذا الأمر. ورغم أن البنتاجون أكد للكونجرس الأمريكى أن قاعدة شابلى هى مركز مؤقت للعمليات..
مواضيع ومقالات مشابهة