مع تدخل روسيا في سوريا وأوكرانيا نيوزويك: الغرب بحاجة لاتخاذ موقف حازم من بوتين
وفي رده على الحملات الروسية في أوكرانيا وسوريا، اعتمد الغرب على عقوبات اقتصادية، والسماح لموسكو بطرح مبادرات وتبني لقاءات سياسية، ولكن تظهر تجارب عديدة أن الإجراءات المباشرة، والتي تستهدف سلوك الكرملين المقلق والمثير للمتاعب، تكون غالباً أكثر جدوى وفاعلية.
ضعف التزاموتلفت نيوزويك إلى أنه في أوكرانيا وسوريا، يبدو الغرب أقل ثقة بأهدافه، وأقل تصميماً على تحقيقها، وفي المقابل، تتبنى روسيا أهدافاً أوضح، وتبدي اهتماماً أكبر للنتائج، وتكون أكثر قرباً من مسرح المعارك، فضلاً عن إرسالها المساعدات المطلوبة.
وتقول المجلة بأن هذا ما جرى بالفعل عندما غزا الاتحاد السوفييتي أفغانستان عام ١٩٧٩، ويومها اقتصر رد الرئيس جيمي كارتر على الدعوة لمقاطعة الألعاب الأوليمبية الصيفية في موسكو عام ١٩٨٠، ولكن قلة من الحلفاء الغربيين استجابوا للطلب، ومن ثم أوقف كارتر شحن القمح الأمريكي إلى الاتحاد السوفييتي، ولكن المزارعين الأمريكيين غضبوا، ولذا ألغى الرئيس ريغان قرار الحظر، بعد عام من فرضه.
دروسكما تشير نيوزويك إلى ما قام به الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، رداً على العدوان السوفييتي على أفغانستان، وفرض قانون الطوارئ في بولندا عام ١٩٨١، عندما منع شركات أمريكية وفروعها الأجنبية من بيع تكنولوجيا الطاقة للاتحاد السوفييتي، ولكن في خلال عام، أجبرت احتجاجات أوروبية الرئيس الأمريكي الأسبق على رفع العقوبات.
وبحسب المجلة، تعطي تلك التجارب درساً لا بد من تذكره، هو أن العقوبات الاقتصادية لن تبقى فاعلة ومستدامة، ولن تجبر موسكو على تعديل سلوكها المقلق.
وفي مقابل تلك الإجراءات غير المباشرة، تلفت نيوزويك لحقيقة أنه كان للبريطانيين والصينيين والسعوديين والأمريكيين أثر أكبر عبر تقديم الدعم للمقاتلين الذين قاوموا الغزو السوفييتي في الميدان.
وفي منتصف الثمانينات، عززت أمريكا من ضغطها عبر توفير صواريخ ستينغر المضادة لطائرات المجاهدين، ما أدى لتحييد الحملة الجوية السوفيتية المدمرة، كما قدم الرئيس السوفييتي الأخير ميخائيل غورباتشوف مساعدة أخرى عندما خفض التكاليف العسكرية، ونال تأييداً شعبياً كبيراً، وعام ١٩٨٩، وبعد عشر سنوات من الحرب في أفغانستان، سحب الاتحاد السوفييتي قواته القتالية.
حظر الصواريخوتقول المجلة أن ردود غربية مباشرة أدت أيضاً لوأد تحركات سوفييتية أخرى، ففي سبعينيات القرن الماضي، بدأ الاتحاد السوفييتي القديم بنشر صواريخ حديثة متوسطة المدى مزودة بسلاح نووي، وتوجيهها ضد أوروبا، ورد الناتو بنشر منظومته من الصواريخ، وعام 1987، وافق الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة على حظر نشر الصواريخ من كلا الجانبين.
وبرأي نيوزويك، تظهر تلك المواقف كيف يمكن للغرب أن يستجيب بشكل أقوى وأفضل للعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا وسوريا، ففي أوكرانيا، شدد الغرب من عقوباته ضد شخصيات مرتبطة بالكرملين وضد شركات مملوكة للدولة الروسية، وقدم مساعدات اقتصادية لأوكرانيا، وتدريبات عسكرية لقوات أوكرانية بعيداً عن مناطق حربية.
ولكن الناتو وأعضاؤه امتنعوا عن تقديم أسلحة دفاعية فتاكة، ومن نقل قواته إلى مناطق تقع عند حدوده الشرقية، وذلك بالرغم من تدوير بعض القوات عبر المنطقة.
رد أهدأ وتلفت المجلة لتعامل الغرب بأسلوب أكثر هدوءاً مع نشر روسيا لقوات جوية وبرية في سوريا، ولبوارج حربية مزودة بصواريخ مضادة للطيران عند قاعدتها في البحر الأبيض المتوسط، إذ أبدى الغرب قلقاً صوتياً قوياً وحسب، ولكنه لم يتحرك لمنع الغارات الجوية الروسية ضد مقاتلين مدعومين من الولايات المتحدة يحاربون النظام السوري.
وأدى ذلك الرد الباهت لإقناع عدد كبير من المراقبين والمحللين في المنطقة لكون روسيا أكثر تصميماً من الغرب على صياغة الأحداث هناك.
ضبط النفسوتشير نيوزويك لاتفاق أبرم بين روسيا وأمريكا بشأن بروتوكولات حماية تقنية جوية في الأجواء السورية، ولكن فيما عدا ذلك مارس الرئيس الأمريكي باراك أوباما سياسة ضبط النفس، إذ قال: "لن نحول الساحة السورية إلى حرب بالوكالة".
وتعارض واشنطن إنشاء منطقة حظر طيران آمنة في سوريا من أجل حماية نازحين، كما ترفض منح مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم صواريخ مضادة للطائرات، وذلك بالرغم من تقديمها صواريخ مضادة للدروع.
وترى نيوزويك أنه من شأن تلك المواقف الغربية الباهتة، أن تدفع زعماء الكرملين للاعتقاد بأن الغرب لن يدافع عن مصالحه، ويفترض بالغرب أن يعمل على الحد من تلك المخاطر، وذلك يعني إعادة التوازن للأدوات التي استخدمت للتأثير في سلوك موسكو.
مواضيع ومقالات مشابهة
- إطلاق قناة البوابة العربية للأخبار التقنية على تيليجرام
- واشنطن تلعب بالنار لتطويق التدخل الروسي
- واشنطن سترسل مساعدات بـ 100 مليون دولار للمعارضة السورية
- ابتعد عن المقالي والكافيين 7 أشياء عليك تجنبها أثناء السعال
- نظام ويندوز فون: أبرز الأحداث في اسبوع
- فيديو: تنظيم الدولة يتبنى اسقاط الطائرة الروسية في سيناء