تونس - ألغى حزب 'نداء تونس' الذي يقود الائتلاف الحاكم في تونس الأحد، اجتماع هيئته التأسيسية بمدينة الحمامات في محافظة نابل، على خلفية أحداث عنف و فوضى في مقر الاجتماع.
وجاء في بيان، لأعضاء المكتب التنفيذي للحزب "هذا الهجوم والاعتداء الفاشي من طرف ميليشيات غريبة عن الحزب هدفه الوحيد هو منع انعقاد هذا الاجتماع بإيعاز من بعض قياديي الحزب الذين قرروا السطو على هياكله والانقلاب عليه".
و أضاف البيان أن الأعضاء "يحملون السيد حافظ قائد السبسي نائب الأمين العام للحزب والسيد رضا بالحاج عضو المكتب السياسي ومدير ديوان رئيس الجمهورية وبقية مسؤولي الحزب الموالين لهم، المسؤولية عما يحصل من أعمال همجية واعتداء على الممتلكات والأشخاص".
و كانت أعمال العنف قد اندلعت بين مجموعة تابعة للأمين العام محسن مرزوق ومجموعة ثانية محسوبة على نائبه حافظ قائد السبسي، على إثر منع بعض منتسبي التنسيقيات الجهوية، والمحلية للحزب المحسوبين على تيار السبسي من حضور الاجتماع.
وكان من المقرر أن يعقد الحزب الحائز على الأغلبية البرلمانية في تونس(86 مقعد) هيئته التأسيسية لتحديد موعد مؤتمره التأسيسي الأول.
وتشهد حركة 'نداء تونس' صراعات داخلية بين شق محسوب على الأمين العام للحركة محسن مرزوق و شق موال لنائبه حافظ السبسي وهو ابن نجل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي مؤسس النداء.
ويرجع متابعون هذه الصراعات التي ظهرت للعلن عقب تشكيل الحكومة التونسية إلى عدد من الأسباب أهمها تحديد هوية الحزب والتحالف مع حركة النهضة.
وكان الباجي قائد السبسي قد فشل في آخر اجتماع عقده مع عدد من قيادات نداء تونس في حل الخلافات بين ابنه حافظ والأمين العام للحزب محسن مرزوق.
وبحسب محللين تونسيين لا تبدو الأزمة الداخلية في النداء عابرة، بل أعمق من مجرد اختلافات في وجهات النظر، ما ينذر بتفكك حزب نداء تونس على ضوء انقسامه الى شقين واحد مؤيد للسبسي الابن والثاني مؤيد لمحسن مرزوق أمين الحزب.
ويبدو أن الرئيس التونسي الذي نجح في جمع الدستوريين في حزب علماني هو النداء وخاض به الانتخابات التشريعية والرئاسية وفاز فيهما، يجد نفسه اليوم بين نارين فإما أن يضحي بابنه نائب رئيس الحزب أو بأمينه العام مرزوق وهو أيضا من المقربين منه.
ويرجع قادة من الجناح اليساري داخل حزب نداء تونس الذي يقود الائتلاف الحكومي، تفاقم الأزمة الأخيرة التي يعيشها إلى خلافات مع قادة في التيار الدستوري حول هوية 'النداء'.
واتهم يساريو النداء، التيار الدستوري الذي يستمد مرجعيته من الحزب الاشتراكي الدستوري الذي كان أسسه الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في ثلاثينات القرن العشرين والذي يقوده حافظ قائد السبسي، بأنه يسعى إلى جر الحزب إلى تحالف مع حركة النهضة الإسلامية وإلى تجريده من هويته كحزب ديمقراطي حداثي.
وقال عبدالمجيد الصحرواي وهو أحد أبرز قيادات التيار اليساري النقابي داخل النداء والذي يرفض أي تقارب مع الإسلاميين، إن الصراع الذي اشتد بين الشق الذي يتزعمه محسن مرزوق الأمين العام للنداء وبين الشق الذي يتزعمه نائبه حافظ السبسي "ليس صراعا شخصيا وإنما هو صراع حول هوية الحزب".
وكان السبسي الابن قد نجح في جمع العديد من قيادات النداء وقواعده الشعبية خلال اجتماع عقده بجزيرة جربة، وهو الاجتماع الذي وصفه جناح محسن مرزوق بأنه محاولة انقلابية على الشرعية، وبأنه يدفع نحو تعميق الأزمة الراهنة.